العمود الثامن : عن رقصة موفق الربيعي بـ ” البيرغ ” علي حسين رصد عراقيون

 

أفضل واغنى رواية عن خراب الأمم، تركها لنا مواطن نمساوي اسمه ستيفان تسفايج، ففي لحظة فارقة من تاريخ البشرية يكتب هذا الرجل النحيل مذكراته عن عالم مضى.

ما هو الشعور الذي سيخامرك وأنت تقرأ حكاية صعود القوى الفاشية ، كما يصفها في مذكرته “عالم الامس”؟ لا أدري.. حاول أن تقرأ.

يقول تسفايج: “الغبي لا يعرف سوى لغة التخوين ، لا يعرف إلا طريقا واحدا هو طريقه، لا يقبل حلا وسطا، يتوهم إنه وحده الذي يعلم، وعلى الآخرين أن يتعلموا منه، وتراه يرغي ويزبد إذا تجاسر أحدهم على إبداء رأي مضاد لرأيه”.

لا أحب ان القي عليكم دروس الكتاب، لكن لا مفر من مراجعة تجارب الآخرين، وعندما نقرأ كم تكرر الظلم والعنف نشعر بأن العالم كله كان في يوم من الايام مسرحا للعبث والخراب.. يكتب تسفايج، ان هتلر كان يفاجئ الناس صبيحة كل يوم بخطاب جديد، يقول للناس لا تنسوا إنكم جزء من الحضيرة .

هذه الحضيرة التي تقصي الآخر ، تربى داخلها موفق الربيعي الذي ظل على مدى سنوات يُسبح بحمد الامريكان لانهم تكرموا عليه ومنحوه منصب مستشار الامن القومي ، وما ان سرح من الوظيفة وبتقاعد ” مليوني ” حتى بدأ يغني ” ياكاع ترابك كافوري ”

في مرات كثيرة كتبت عن الربيعي وقلت، ، إن هذا رجل مولع بلقطات الأكشن ، وفي كل تصريح نجد ذلك الإصرار في البحث عن لقطة مثيرة يستدرّ من خلالها آهات الإعجاب ، طلباً لمجدٍ شخصي زائف، وتتذكرون عروض “الشو” المثيرة التي يقدمها بين الحين والآخر ابتداءً بحبل صدام ، وليس انتهاءً بالدعوى القضائية التي اراد أن يرفعها ضد بوش ،لأنه احتلّ العراق ، وهو الذي كان لا يذهب إلى النوم قبل تقبيل وجنتَي المستر بريمر

الذين انتظروا الديمقراطية من حزب الدعوة يعانون من سذاجة مثلي ، لانهم يعتقدون أنهم يعيشون في ظل احزاب تحترم الآخر . اليوم هناك قواعد جديدة وواضحة للعمل السياسي ، عبَّر عنها البروفيسور علي الاديب ، ووضع ديباجتها الجنرال نوري المالكي ويروج لها موفق الربيعي عندما اخبرنا امس ان العلمانيين والشيوعيين واضاف لهم الألحاديين ، ففكل القوى المدنية ملحدة بنظر احزاب الاسلام السياسي ، هذه القوى لاتستطيع الفوز بالانتخابات ، لماذا ايها الفقيه الدستوري ؟ يجيب الربيعي وهو يتلمظ :” لانهم يفتقرون الى الرمز الذي يحمل البيرغ ويركض ، فتركض الناس وراءه ” ، ويبدو للاسف ان احتفاظ موفق الربيعي بتمثال صدام ، وعدم استطاعته وجود مشتري له ، اصابه بحب الى قائد ضرورة ، وليكن هذه المرة نوري المالكي هو الذي يحمل البيرغ وعلينا جميعا ان نركض وراءه

وإذا كنت مثلي تبحث عن السيد ابراهيم الجعفري ، فهو حيث يتوقع الجميع ، منكًبا على كتابة فصل جديد من خطابات ،لا طعم لها ، ولا لون،ولا رائحة ، ولامعنى .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *