الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

سؤال عن المسيخ الدجال.. أريد ربطا بين رجل في الجزيرة ورجل لا بد له بأن يكتسب صفات البشر له أم وأب يكون جنينا ثم يولد إلى أن يصل الأمر به إلى ( الدجال ) ورجل الجزيرة الذي قدر له بأن يخرج ويعيش فتره محدودة .
الربط سيدي الفاضل مهم ... لا أريد منك بأن تقفز على هذا بل أريد توضيح كيف يكون هذا وهل ضرحة الغضب التي قال عنها الرسول محمد عليه الصلاة والسلام هي حالة التلبس التي تصيب المخلوق البشري من الشخص الموجود بالجزيرة حيث ينتج عن هذا انشقاق أذنه وظهور علامة كافر على جبهته.
أرجو التوضيح بارك الله فيكم .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد ورد في حديث رواه الإمام أحمد والترمذي بسند فيه ضعف وصف حال الدجال في صغره ووصف أبويه، ونص الحديث: يمكث أبو الدجال وأمه ثلاثين عاما لا يولد لهما ولد ثم يولد لهما غلام أعور أضر شيء وأقله منفعة تنام عيناه ولا ينام قلبه، أبوه طوال ضرب اللحم كأن أنفه منقار وأمه امرأة فرضاخية طويلة الثديين. والحديث ضعفه الألباني والأرناؤوط، وقد جاء في بعض الأحاديث من صفاته البشرية أنه جعد الشعر قصير أفحج أحمر وجسيم أعور.

ففي حديث البخاري في وصف الدجال: فإذا رجل أحمر جسيم جعد الرأس أعور العين اليمنى.. وفي الحديث: إني حدثتكم عن الدجال حتى خشيت أن لا تعقلوا إن مسيح الدجال رجل قصير أفحج جعد أعور مطموس العين، ليست بناتئة ولا حجراء، فإن ألبس عليكم فاعلموا أن ربكم ليس بأعور. رواه أبو داود وصححه الألباني

وفي الحديث: الدجال الأعور هجاف أزهر كأن رأسه أصلة. رواه ابن حبان وصححه الألباني، قال الألباني في السلسلة الصحيحة عند الكلام على هذا الحديث: والحديث صريح في أن الدجال الأكبر من البشر له صفات البشر لاسيما وقد شبه به عبد العز بن قطن وكان من الصحابة، فالحديث من الأدلة الكثيرة على بطلان تأويل بعضهم الدجال بأنه ليس بشخص وإنما هو رمز للحضارة الأوربية وزخارفها وفتنتها، فالدجال من البشر.

وأما مسألة الغضب التي سألت عنها فلا نعلم فيها إلا حديث حفصة: إنما يخرج من غضبة يغضبها. رواه مسلم وأحمد وابن حبان وابن راهويه، والمراد غضبة يغضبها الدجال نفسه ثم يخرج بعدها ولم نجد في شيء من الروايات المذكورة إشارة إلى التلبس ولا انشقاق الأذن ولا غيرها.

وإن كنت عثرت على حديث في الموضوع فنرجو أن ترسله إلينا، وراجع في كون الدجال رجلا من بني آدم وأنه ليس هو ابن صياد الذي كان بالمدينة، وفي صفات الدجال ومكان وجوده وخروجه وأسباب العصمة والسلامة من شره الفتاوى التالية أرقامها: 65683، 9300، 35569، 32859، 32491.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني